المرأة الجنية

لكل زمان ومكان قصص وأساطير غريبة ومرعبة ولكن عندما يتجسد الرعب في الواقع يصبح الأمر مخيف هذا ما تعرفوه من حكايتنا اليوم عن سيدة من أرض المغرب العربي.

يقال عنها إنها آيه من الجمال وفي نفس الوقت عجوز مخيفة فحولها روايات كثيرة ومدهشة هل هى من الإنس أم جنية أم ساحرة لا أحد يعلم والغريب إنها لا تخاف سوى من النار فقط وعندما يطلق أسمها تحل اللعنة هى عائشة قنديشة تعالوا لنعرق قصتها بالتفصيل.

الاميرات العربيات دورهن في خدمة مملكاتهن وشعوبهن وثق في التاريخ ومازال إلي يومنا هذا جمالهن أشهر من أن يتم الحديث عنه فعندما نقول أميرة من الشرق الأوسط فأول ما نفكر فيه هو شعرها الكثيف وعيونها الساحرة وجمالها الجذاب ولكن أميرة اليوم إن نطقت بأسمها حلت عليك اللعنة ويقال إنها تأكل أجسام الرجال فما قصة عائشة قنديشة من أكثر الشخصيات الشعبية شهرة في التراث المغربي حتى نظم الأهالي أغنية شعبية لها وعلى الرغم من شهرتها فلا أحد يعلم حقيقة قصتها لأنه يدور حولها روايات عديدة لا نعلم منها الحقيقي من المزيف.

فهذه الشخصية الأسطورية لها ألقاب وأسماء متعددة تختلف باختلاف المناطق المغربية منها الآله عيشة وعيشة الكناوية وسيدة المستنقعات وعيشة قنديشة اللقب الأشهر الذي يقال إن تلفظت به حلت عليك اللعنة ولكن يدور حولها الكثير من القصص والروايات كل واحدة منها أكثر غرابة من الأخرى.

فالأسطورة الأولى المتداولة حسب التراث الشعبي المغربي تتخذ عائشة قنديشة هيئة ساحرة عجوز تكره أن ترى الأزواج على وفاق فتقضي معظم وقتها في اختلاق المشاكل لتفريقهم مهما كلف الأمر فإن صادفت سيدة عجوز في يوم من الأيام خلال زيارتك للمغرب وبدأت تحرضك على زوجتك انتبه فقد تكون هى.

الأسطورة الثانية فإن عائشة قنديشة امرأة فاتنة الجمال لا يستطيع أقوى الرجال مقاومة فتنتها لدرجة أنهم يأخذون بجمالها ولا ينتبهون لقوامها الحيواني فعائشة قنديشة حسب الأسطورة تخفى خلف ملابسها قدمين شبيهتين بحوافر الماعز أو الجمال أو البغال فإن تواجدت بالقرب من مخبأها ستغويك وتقودك إلى وكرها فاقد الإدراك وهنا ستكون النهاية لإنها ستلتهمك على الفور.

وعلى جانب آخر هناك من يؤمن برواية أخرى وهى أن عائشة قنديشة سيدة فاتنة ذات أطراف طبيعية فهى تغوي الرجال وتقتلهم وتتغذى على دمائهم ولكن هل لهذه الشخصية آثار تاريخية لنرى بعد بحوث عديدة قام بها الباحثين في منطقة المغرب العربي تعددت الروايات التي تثبت إنها شخصية كانت موجودة فعلا الرواية الاولى تقول إنها هى الكونتيسة عيشة الموريسكية وهى من عائلة نبيلة طردت عائلتها من الأندلس وصنعت لنفسها مجدا واسما في محاربتها الاحتلال البرتغالي وقتلها للجنود وكانت تذبحهم بطريقة بارعة حتى اعتقدوا إنها ليست من البشر إنما جنية لا تقاوم.

ولكن الغريب لماذا تركز عائشة على الرجال في انتقامها فهناك قصة حزينة مرتبطة بذلك وهى أنه كان هناك فتاة تنتمي لعائلة ثرية أحبت شاب فقير إلا أن هذا الشاب كان يوهمها بالحب ليتزوجها ويستولى على أموالها لكن عائلة هذه الفتاة لم تقبل بهذه العلاقة فقررت الهرب.

والذهاب إلى حبيبها دون وجود مال معها مما أثار من غضب الشاب لأنه أدرك إنه لم يتمكن من وضع يديه على الأموال فهجرها وأصيبت بالحزن وظلت تبكي في المكان الذي كان يتقابلان فيه إلى أن ماتت وهنا بدأت الأسطورة وخرج من المكان جنية كارهه للرجال هى عائشة قنديشة لذا يؤمن الكثيرون أنها من الجن وليست من البشر.