أبو الريحان البيروني أول من أكد أن الأرض تدور حول محورها

المقدمة

أبو الريحان البيروني أحد أهم المفكرين المسلمين في التاريخ، هو أول من أكد أن الأرض تدور حول محورها والذي وصفه الكثيرون بأنه أحد أعظم العقول التى عرفتها الثقافة الغربية والعربية كذلك، دعونا نأخذكم في رحلة سريعة حول مراحل نشأة وحياة عالمنا الجليل لذلك ابقوا معنا. 

نشأته

أبو الريحان محمد أحمد بن أحمد البيروني المُلقب أبو الريحان البيروني، ولد عالمنا الجليل عام 973 ميلاديًا نشأة في مكان يُسمي ضاحية " كاث "، وهي عاصمة خوارزم والتي تقع في أوزباكستان، يقول بعض المؤرخين أن تسميته بالبيروني والتي تعني الغريب أو الذي آتي من خارج البلاد كانت بسبب كثرة سفره خارج البلاد، والبعض الآخر قال أنه ولُد في بيروت ولم يولد في الخوارزم ولكن حسب الكثير من المصادر تقول انه من الخوارزم، ولكن ليس ذلك بضروري ولا يقلل من أهميته في شيء ذلك لأنه بغض النظر عن مكان ولادته الحقيقة يظل عالم من علماء المسلمين العظماء الذين حققوا الكثير وتركوا الكثير من المؤلفات والإبداعات في مختلف المجالات التي تعود على البشرية بنفع لا يقدر بثمن.

حياته

بعد ما قضى أبو الريحان البيروني سنوات في دراسته الفلك والجغرافيا والعديد من العلوم الأخرى وتحديدًا في سن الخامسة والعشرين انتقل عالمنا الجليل إلى جرجان حيث نشر هناك أولى مؤلفاته وهو " الآثار الباقية عن القرون الخالية "، وبعدها التحق بـ طائفة كبيرة من العلماء هناك في جرجان وكان يقوم بمهام رئيسية داخل بلاط الحاكم وبعدها بدأ في نشر ثاني مؤلفاته الكبرى " تحقيق ما للهند من مقولة، مقبولة في العقل أو مرذولة " وده كان من الكتب الكبيرة اللي ترجملنا فيها أبو الريحان البيروني ثقافة الشعب الهندي تفصيليًا وازاي وقتها كانوا بيتعاملوا مع باقي الثقافات والحضارات الأخرى الموجودة حول العالم وده أكبر دليل على كون البيروني من كبار المفكرين والمؤرخين في العالم، واللي بعد وفاته سنة 1048 ميلاديًا سموه المستشرقون بـ بطليموس العرب.

إبداعات أبو الريحان البيروني

أشتهر البيروني كثيرًا في مجال الفلك والكواكب الأخرى واكتشافات علاقة كوكب الأرض والكواكب الأخرى، حيث قام بإكتشاف وجود الجاذبية ويقول البعض بأنه أول من فعل ذلك عن طريق وصفه الدقيق لما يحدث حيث قال بأن الأجسام تسقط على الأرض بسبب قوة الجذب المتمركزة فيها، وبوصفه ذلك اتضحت جميع الأفكار التي تبناها بعد ذلك العالم الشهير نيوتن ليضع قانون الحركة.

كما قام ايضًا الإبداع والبراعة الشديدة حين أكتشف أن الأرض تدور حول محورها، وفصل ذلك في كُتبه بالأدلة والبراهين المبنية على طرق علمية وأفكار منطقية سليمة، وبذلك يكون أول من أكتشف ذلك الاكتشاف العظيم الذي وضح الكثير من المفاهيم التي لم يكن يعرف عنها العالم شيئًا.

كما تحدث البيروني عن أن سرعة الضوء هي الأسرع على الإطلاق ولا تقارن بأى سرعة أخري حتي سرعة الصوت، وقد قام بالعديد من التجارب الأخرى في مختلف العلوم مثل التجارب الفيزيائية والديناميكية وتجارب في الإستاتيكا، بالإضافة إلى حديثه البليغ عن المعادن الموجودة في باطن الأرض ووصفه الدقيق لها على أسس علمية مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس والزئبق وغيرهم.

كما رسم أبو الريحان البيروني خطوط الطول والعرض ووضع نظرية لقياس نصف قطر الأرض وحساب مُحيطها وقام بوضع ملاحظته الدقيقة، وذلك عن طريق قياس ارتفاع جبل ونقل المعلومات عليه إلى جبل باندان في باكستان.

مؤلفات أبو الريحان البيروني

ورغم اهتمامه الشديد بمجال الفلك والعلوم إلا أنه ساهم في الأدب والكثير من العلوم الأخرى ايضًا، حيث قام بتأليف العديد من الكُتب في مختلف المجالات، أولها عن الأدب في كتاب " شرح ديوان أبي تمام " وكتاب " مختار الأشعار والآثار "، كما كتب عن الفلسفة في كتاب " المقالات والآراء والديانات " وكتاب " جوامع الموجود في خواطر الهنود " وغيره الكثير من الكتب الفلسفية العظيمة، ومن كثرة مؤلفات البيروني والتي تحتاج منا كثير من الوقت للتحدث عنها كلها فهنالك 95 كتابًا من مجموع مؤلفاته التي بلغت 147 كتابًا تتحدث عن علم الفلك والرياضيات فقط، والآخرين يتحدثوا عن مختلف العلوم الأخرى، كما اشتهر البيروني وإجادته للكثير من اللغات حيث كان يجيد العديد من اللغات أهمها اليونانية والعبرية والسريانية، وهو ما أعطاه القدرة على اعتراضه على توقعات أرسطو في علم الفلك ومهاجمته وإثبات بأن الأجرام السماوية الثابتة تتحرك ليس كما يعتقد أرسطو، وفسر ظاهرتي الكسوف والخسوف للشمس والقمر أفضل من ما فسرها غيره من العلماء.

لم يقتصر أبو الريحان البيروني فقط على تأليف الكتب، حيث قام بكتابة وتدوين ملاحظاته أثناء عمله وقيامه بالتجارب العملية، والتي تم استخدامها كمرجع رئيسي من قبل دان ثورن لحساب العجلة التي يتحرك بها القمر، كما ذكر العديد من المجرات المجاورة لكوكبنا مثل مجرة درب التبانة، بالإضافة إلى قيام البيروني بصناعة العديد من الأدوات المفيدة في الاستخدام لدى علماء الفلك.

الخاتمة

أردنا توضيح عظمة علمائنا العرب مجددًا وأنهم هم من وضعوا الأساس في الإكتشافات التي قام بها العلماء الأجانب، وقد كان أبو الريحان البيروني خير دليل على أن الفكر الذي كان موجود لدى علمائنا المسلمين كان بمثابة الخريطة الدقيقة الواضحة لكل ما قام به العلماء الغرب، على أن نلقاكم في حلقة أخرى مع عالم من علماء المسلمين بإذن الله والسلام عليكم.

المصادر : العلماء العرب د. صبحي سليمان 

" تاريخ العلوم الإسلامية " من د. عبدالرحمن بن عبد الكريم الجابري

https://mathshistory.st-andrews.ac.uk/Biographies/Al-Biruni/

https://www.britannica.com/biography/al-Biruni

ازبكية دوت كوم

نجلب لك كل ما هو قيم

تابعنا لكل جديد

https://www.azpkia.com

https://facebook.com/azpkia

https://www.instagram.com/azpkiaa

https://www.tiktok.com/@azpkia

https://www.youtube.com/@azpkia